اليوم العالمي للروماتزم
التهاب المفاصل الروماتيزمي
الروماتزم يشير عمومًا إلى جميع الأمراض المسؤولة عن الآلام أو الالتهابات التي تصيب المفاصل، أو الهياكل القريبة منها مثل الأوتار والأربطة
يوضح البروفسور آليث بيردريجر، رئيس خدمات أمراض الروماتيزم في المستشفى الجامعي في رين قائلًا: “يشمل الروماتيزم جميع أمراض الجهاز الحركي. وقد يكون ذلك المرض هو إصابة الغضاريف أو الغشاء الزليلي، ولكن أيضًا الأوتار أو حتى ما بين الفقرات”. والروماتيزم مصطلح غامض تمَّ إعطاؤه إلى جميع الأمراض المسؤولة عن الآلام أو الالتهابات التي تصيب المفاصل، أو الهياكل التي تقع بالقرب منها، مثل الأوتار والأربطة. والروماتيزم مرض يصيب جميع الأعمار ولا يقتصر على سن الشيخوخة أو كبار السن.
الروماتيزم وألم أسفل الظهر
نجد على رأس القائمة ألم أسفل الظهر. أكثر من 8 أشخاص من بين كل 10 يعانون مرة واحدة على الأقل خلال حياتهم، ألم الظهر بشكل عام، بسبب ضغط العصب الوركي أو الشوكي.
الروماتيزم والفصال العظمي (التهاب المفاصل التنكسي)
كما أنَّ التهاب المفاصل التنكسي اضطراب شائع جدًّا، وهو يصيب العمود الفقري والفقرات القطنية، ويعدُّ من أمراض التهاب المفاصل الرئيسية التي تصيب الجسم، يليها التهاب المفاصل التنكسي الذي يصيب اليدين والركبة والورك. ومن النادر أن يصيب التهاب المفاصل التنكسي الكتف والكوع والرسغ والكاحل.
الروماتيزم الالتهابي
كما أنَّ امراض الروماتيزم التي يسببها التهاب مزمن عديدة أيضًا. ويصيب التهاب المفاصل الروماتويدي وهو مرض من أمراض المناعة الذاتية، يسبب تلف الغضاريف، أكثر من 100 ألف شخص في فرنسا. وهناك أيضًا مرض التهاب الفقار اللاصق أو روماتزم الصدفية، والذي يصيب بشكل خاص العمود الفقري والوركين.
الروماتيزم مبتعد عن المفصل
أمراض الروماتيزم مبتعد عن المفصل هي الروماتيزم الذي لا يصيب المفاصل نفسها. ونجد في هذه الفئة من الالتهابات، الأمراض التي منها الألم العضلي الليفي – الفيبروميالجيا، والتهاب حوائط المفصل والتهاب الأوتار والالتهاب الكيسي المفصلي (التهاب الجراب) أو متلازمة النفق الرسغي. كما أنّ بعض الأمراض الحركية الوعائية هي أيضًا جزء من الروماتيزم مبتعد عن المفصل، مثل مرض رينود ومتلازمة رينود (اضطراب في الدورة الدموية).
الأسباب: الصدمات، الوراثة …
يقول اختصاصي أمراض الروماتيزم: “من أسباب أمراض الروماتيزم التقدم في السن والشيخوخة، أو إصابة المفصل بصدمات أو ضربات، أو إجهاد الغضروف بشكل مفرط، ولكن أيضًا وجود خلل في نظام المناعة، وفي بعض الأحيان الالتهابات أو الأورام السرطانية”. كما أثبتت الأدلة عامل الوراثة كسبب للإصابة بهذه الأمراض. وعلى الرغم من ذلك فلا تزال الأسباب المحددة بالضبط لهذه الأمراض، والتي تسبب تعطّل أداء الشخص غير معروفة لغاية الآن.
الأعراض: الآلام، التصلب …
تتجلى آلام الروماتيزم في معظم الأوقات على شكل ألم من النوع “الميكانيكي”، والذي ينجم ويتفاقم مع الحركة. ويخف الألم أو يتلاشى مع الراحة. والآلام اليومية هذه لا تترك المرضى أبدًا: أكثر من نصف هؤلاء المرضى يستيقظون من نومهم بسبب هذه الآلام. كما أنّ تصلّب المفاصل وتورّمها والانزعاج منها، هي كذلك من الأعراض المعروفة في جميع أمراض الروماتيزم. وقد تخف هذه الأعراض خلال النهار عندما يتحرك الشخص ويحشد مفاصله للعمل.
التشخيص
يتم تشخيص أمراض الروماتيزم عن طريق الفحص الطبي التقليدي، حيث يفحص الطبيب خلال عملية الفحص المفاصل ونطاق حركتها ويسأل المريض أسئلة، مثل: منذ متى يعاني؟ وما هي المفاصل المصابة – مكان الألم؟ وكيف يظهر الألم؟ وغيرها من الأسئلة.
وقد يصف الطبيب كذلك بعض فحوص الأشعة أو الأشعة المقطعية أو التصوير بالرنين المغنطيسي. وفي هذه الحالات من الممكن أيضًا إجراء ثقب في المفصل من أجل تحليل السائل الذي يحتويه المفصل، والبحث عن وجود البكتيريا أو بلورات صلبة. وقد يطلب الطبيب أيضًا إجراء فحوص للدم وخصوصًا من أجل التأكد من تشخيص مرض التهاب المفاصل الروماتويدي.
العلاج: كيف نعالج الروماتيزم؟
من أجل علاج الروماتيزم يصف الطبيب مسكنات ومضادات الألم، مثل الباراسيتامول ولكن أيضًا مضادات الالتهابات غير الستيرويدية. وفي حال فشل خط العلاج الأول هذا، فقد يقترح اختصاصي أمراض الروماتيزم حقن الستيرويدات القشرية لعلاج الالتهاب. وفي حالات التهاب المفاصل المزمن، يجمع الطبيب العلاجات مع مضادات الألم للسيطرة على المرض والتغلب على النوبات الالتهابية.
العلاج الطبيعي: إنّ ممارسة النشاط البدني من الأساليب العلاجية غير الدوائية الشائعة في علاج جميع أمراض الروماتيزم، لأنها ضرورية للوقاية من نوبات الألم: من أجل الشعور بألم أقل يجب تحريك المفاصل.
أخيرًا، في بعض الحالات يمكن التفكير بالجراحة. فهي تتيح على وجه الخصوص الوقاية ضد تلف الغضاريف والأوتار، أو إصلاح الأوتار، أو تبديل المفصل التالف بآخر اصطناعي في حالة التهاب المفاصل الروماتويدي.
أما في ما يتعلق بمرضى الفصال العظمي، فقد يتم توظيف الجراحة بشكل أساسي لتركيب مفصل اصطناعي جزئي أو كلي للركبة أو الورك.