التغذية في الوقاية من سرطان الثدي
تتفق مجموعة من الدراسات العلميَّة على أنَّ النساء اللاتي يعانين من وزن زائد أو سمنة مفرطة، يتعرَّضن بصورة أكبر للإصابة بسرطان الثدي، ما يجعل من الحفاظ على الوزن، من خلال اتباع رجيم صحي عاملًا من عوامل الحفاظ على الصحَّة، وتفادي الإصابة. عند التخفيف من أوزاننا، وتحديدًا مستوى الدهون في الجسم، ينعكس الأمر إيجابًا على الصحَّة، من خلال التقليل من وطأة مستوى هرمون الـ”إستروجين” في الدم الذي يواكب مرحلة الطمث.
تشرح اختصاصيَّة التغذية سكينة القاضي أنَّ “الاكتشاف المبكِّر لسرطان الثدي قد يزيد فرصة الشفاء منه، ويُساهم أيضًا في إنقاذ حياة المصابات به”. وتضيف: “لأنّنا لا حول لنا ولا قوّة في السيطرة على جيناتنا، وتاريخ مرضنا، أو تاريخ عائلتنا الوراثي، يكمن دورنا الأساسي في السيطرة على العوامل التي بإمكاننا تغييرها، كالحفاظ على وزن “طبيعي”، واتباع أسلوب حياتيّ أكثر صحّة، على رأسه الانتباه إلى الرجيم الغذائي وممارسة النشاط البدني بشكل دوري والإقلاع عن التدخين”.
إشارة إلى أنَّ خسارة من 5 بالمائة من وزننا الحالي إلى عشرة بالمائة منه، كفيل في الحفاظ على الصحّة؛ خسارة الوزن التدريجيّة (حتَّى بمعدّل 200 غرام بالأسبوع) لفترة لا تقلّ عن ستَّة أشهر، وسيلة ممتازة في الحفاظ على الصحَّة، والوقاية ليس من السرطان فحسب، بل من العديد من المشكلات الصحيّة (السمنة، وأمراض السكَّري، والكلى، وغيرها من الأمراض المزمنة).
أهميّة الرياضة في الوقاية
تُخفّف ممارسة الرياضة لخمس أيَّام في الأسبوع (30 دقيقة من النشاط البدني في كل يوم منها، على الأقلّ) من خطر الإصابة بسرطان الثدي، و تُساهم في خسارة الوزن، وتُحسّن مستوى الـ”إنسولين” في الدم. وفي هذا الإطار، تدعو القاضي كلَّ فتاة وامرأة إلى اختيار نوع الرياضة التي تناسبها، وتمتّعها، ما يُساعد في أمر المواظبة على أدائها، والحصول على نتائج فضلى وعلى مدى أطول.
نصائح غذائيّة
تقي النصائح الغذائيَّة من سرطان الثدي، حسب القاضي:
• الخضراوات والفواكه: تحتوي الخضراوات والفواكه على أنواع متعدّدة من مضادات للأكسدة، ومواد كيميائية نباتيّة. تساهم مضادات الأكسدة والمواد في الوقاية من خطر الإصابة بالسرطان. لذا، يجب تناول نحو خمس حصص فأكثر من الخضراوات والفواكه (البروكولي، والكايل، والقرنبيط، والتفاح، الرمّان…)، يوميًّا.
• الحبوب ذات القمحة الكاملة: تحتوي الحبوب المذكورة على كمٍّ عال من الألياف والفيتامينات، مع الإشارة إلى أنَّه يجب استهلاك 25 إلى 35 غرامًا منها، يوميًّا.
• الدهون المشبّعة والدهون المتحوّلة: غالبًا ما تتوافر الدهون المذكورة في اللحم الأحمر، واللحوم العضويَّة، والوجبات السريعة، والأجبان الصفراء (القشقوان، والـ”موزاريلَّا”، والـ”بارميزان”…)، والزبدة والسمنة (الحيوانيّة أو النباتيّة). تدعو نصيحة القاضي إلى التقنين في استهلاكها.
• الأحماض الدهنيّة: عديدة، ومنها الـ”أوميغا_3″ الذي يتوافر في الأسماك الدهنيَّة (السلمون، مثلًا). تدعو نصيحة القاضي، في هذا الإطار، إلى تناول الأسماك لثلاث مرَّات في الأسبوع، متسلّحة بدراسات تؤكّد أنّ هذه الأحماض الدهنيّة قد تمنع نمو الخلايا السرطانيّة.
• المكسّرات النيئة وزيت الزيتون: تحتوي الصنوف المذكورة على نسب عالية من الدهون الصحيّة. يُستحسن تناولها، لكن بكمّ ضئيل، لوفرة سعراتها الحراريَّة.
• البروتين الحيواني: يشمل اللحوم الحمراء، التي يُفضَّل التقليل من تناولها، مع استبدال الدجاج والأسماك والبقوليات (العدس، الحمّص، الفول…) بها.
• الفيتامين “د”: تُظهر دراسات أنَّ النقص الحادَّ في مستوى الفيتامين “د” بالجسم قد يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي. لذا، تدعو القاضي إلى الحفاظ على المُعدّل المناسب منه داخل الجسم، من خلال التعرّض إلى الشمس لربع الساعة، يوميًّا، وتناول المأكولات التي تحتوي على نسبٍ من الفيتامين المذكور (سمك السلمون، والمحار، وصفار البيض، والحليب واللبن المدعّمان به…).
• السكّريات: هناك كمٌّ هائل من الصنوف العاجَّة بالسكَّر، ومنها العصائر، والـ”آيس كريم”، والشوكولاتة، والحلوى… وبالطبع، فإنَّ التقنين في استهلاكها مفيد في الوقاية من السمنة، وأيضًا السرطان.
من جهةٍ ثانيةٍ، تُشجِّع القاضي الأمّهات على الرضاعة الطبيعيَّة، لافتةً إلى أنَّه كلّما زادت مدَّة الرضاعة الطبيعيّة، كلما قلّ خطر الإصابة. علمًا بأنَّ المدّة المثاليَّة للرضاعة الطبيعيَّة عبارة عن سنتين كاملتين.