بعد 20 عامًا من خطفهما… اجتماع شمل عائلتين
رغم مرور سنوات على اختطافهم ظل الأمل يداعب قلوب أهلهم، والإيمان يقوي من عزيمتهم، والصبر يؤنس وحدتهم… حتى شاء الله أن يعوضهم فقْدَ الغياب بحلاوة اللقاء،
ويجمعهم بفلذات أكبادهم ليتم الشمل وتكتمل العائلة من جديد.
هذه هي الفرحة التي عاشها كل من أسرة موسى الخنيزي، ومحمد العماري، اللذين تعرَّضا للخطف من قِبل سيدة بأحد مستشفيات المنطقة الشرقية، بعد ولادتهما منذ 20 عامًا
لغز الاختفاء
استطاعت شرطة الشرقية فك لغز قضية فقد طفلين حديثي الولادة منذ 20 عامًا، وذلك بعد ضبط مواطنة بالعقد الخامس من العمر عقب الاشتباه بالمعلومات التي تقدمت بها لاستخراج هويات وطنية لمواطنين ادعت أنهما لقيطين عثرت عليهما منذ قرابة ألـ20 عامًا وقامت بالاعتناء بهما وتربيتهما دون الإبلاغ عنهما.
ووفقا لشرطة المنطقة الشرقية اتضح من إجراءات البحث والتحري وفحص الخصائص الحيوية علاقة المواطنة ببلاغين عن اختطاف طفلين حديثي الولادة من داخل أحد المستشفيات في مدينة الدمام؛ الأول بتاريخ 24/4/1417هـ والثاني بتاريخ 4/8/1420هـ، إذ تم إيقافها لاستكمال إجراءات الاستدلال واتخاذ الإجراءات النظامية حيال ذلك.
الـDNA يحسم الأمر… وينهي الشكوك
كما أعلنت شرطة المنطقة الشرقية بأنّ فحص الخصائص الحيوية (DNA) أكد علاقة الشابين ببلاغين عن اختطاف طفلين حديثي الولادة من داخل أحد المستشفيات بمدينة الدمام.
وفي حين تأكد عودة أحد المخطوفين إلى عائلته في الأحساء ويدعى “محمد العماري” 24 عامًا، ينتظر الكشف رسميًّا عن هوية الآخر خلال الأيام القادمة والذي بات من شبه المؤكد أنه يعود لعائلة الخنيزي في القطيف.
وكان المختطف “الخنيزي” واسمه الأول “موسى” بانتظار الإعلان رسميًّا عن التحاليل النهائية بعد أن أظهرت تطابقها مع والدته بنسبة 100%.
ذكرى لا تنسى
روى والد الشاب “موسى الخنيزي” تفاصيل اختطاف ابنه، قائلاً:” بعد ولادة زوجتي في مستشفى الولادة والأطفال بالدمام بثلاث ساعات وبعد تسليم الطفل إلى أمه لرضاعته دخلت ثلاثينية في العمر حنطية اللون على الغرفة التي ترقد فيها، وبعد حديث دار بينها وبين زوجتي لمدة ربع ساعة قالت للأم أنّ ابنها يحتاج للتنظيف لوجود أوساخ فوق رأسه وأخذته لكي تنظفه وتعيده إليها لتكون هذه هي المرة الأخيرة التي ترى فيها رضيعها”.
وأضاف:” بعد خمس دقائق دخلت إحدى الممرضات على والدة الطفل وسألتها عن الطفل، فأجابتها زوجتي:” لقد أخذته امرأة اعتقدت أنها ممرضة لتغسل شعره ولم تعد إلى الآن، وعلى الفور قامت الممرضة بالتبليغ عن الواقعة”.
لعل فرحة لقاء الأم بابنها الذي طالت سنوات بعده لا تعادلها أي فرحة، ولا توازيها أي سعادة، فـ”أم موسى” منذ أن حدثت جريمة اختطاف ابنها وهي قد استودعته الله، وتوكلت عليه، ودعته بأن يعيده إليها سالمًا غانمًا.
مؤكدة أنه ورغم وجود إخوته الستة إلا أنّ “موسى” والذي كان سابعهم لم يفارق خيالها منذ ذلك اليوم، وظلت ذكرى اختفائه تلازمها منذ 20 عامًا.
العماري يصر على التنازل عن القضية
اللافت بالقصة هي الناحية الإنسانية التي تجلت بموقف “محمد العماري” البالغ من العمر 24 عامًا والذي عثرت عليه الجهات الأمنية لدى عائلة يسكن معها في حي المزروعية بمنطقة الدمام إضافة إلى “موسى الخنيزي” حيث أصر على التنازل عن قضية الخطف؛ نظرًا لأنه يعتبر خاطفته هي والدته التي تربى لديها، ولمراعاة حالتها الصحية المتدهورة ووفاءً لها فهي مصابة بفشل كلوي، فيما لبت أسرته رغبته بالتنازل عنها ومسامحتها.
أمل يتجدد بالعثور على نسيم حبتور… وابتهال المطيري
الغريب في قصة هذه المرأة الخاطفة والتي تدعى “مريم” أنها أصرت على عدم قيامها بخطف الطفلين، وأنها عثرت عليهما وظنتهما لقيطين فقامت بتربيتهما كابنين لها.
إلا أنّ الشكوك ساورت الجهات الأمنية عندما اكتشفوا بأنّ لديها ابنتين وطفل غير موسى ومحمد، مما أثار علامات الاستفهام عن سبب قيامها بعملية الخطف إن كان لديها أبناء، وهل من الممكن ألا يكونوا أبناء لها وأنهم هم أيضًا مختطفون؟..
وعاد الأمل إلى بعض من سمع وقرأ عن القضية بأن يتوصل من خلالها إلى العثور على الطفل وسيم حبتور الذي اختفى من كورنيش الدمام في عام 1996م أثناء تواجده مع أسرته بنزهة عائلية، وابتهال المطيري التي اختفت أثناء خروجها من منزل والدها في محافظة المجمعة بصحبة أشقائها الصغار في 7-3-1427 هــ. وكانت تبلغ من العمر آنذاك أربعة أعوام.