مجلة العروض الشهرية

ماذا قال زملاء نجوى قاسم عنها في يوم دفنها

حالة من الذهول عاشها الوسط الإعلامي في لبنان والعالم العربي، بعد إعلان رحيل الإعلامية نجوى قاسم قبل يومين، عن عمر 51 عاماً.
نجوى قاسم، التي عاشت سنوات عمرها الأخيرة في دبي بسبب ظروف عملها في محطة “العربية”، كانت انطلاقتها في عالم الإعلام، عبر تلفزيون “المشرق”، ومن ثم انتقلت للعمل كمذيعة أخبار في تلفزيون “المستقبل” الذي عرّف الجمهور العربي عليها، وأسّس لاسمها وشهرتها التي تراكمت مع مرور الوقت، حتى أنها أصبحت من بين أبرز إعلاميي الوطن العربي.

ولأن نجوى قاسم عملت لفترة طويلة في تلفزيون “المستقبل”، فأن خبر وفاتها شكل صدمة لزملائها في هذه المحطة، وبالرغم من ابتعادها عن الوطن، ظلّ البعض منهم على تواصل معها، واستمرت صداقته معها حتى خلال عملها في دبي.
كيف تحدث زملاء نجوى قاسم في تلفزيون “المستقبل” عنها على المستويين الشخصي والمهني، وماذا قالوا عن شخصيتها وذكرياتهم معها؟ وكيف تلقوا خبر وفاتها؟

الإعلامي منير الحافي:

منير الحافي من الإعلاميين القلائل في تلفزيون “المستقبل” الذين لم تنقطع علاقتهم بالراحلة نجوى قاسم، وهما استمرا في التواصل واللقاء حتى بعد سفرها وإقامتها في دبي. يقول منير الحافي “يمكن التحدث عن الراحلة نجوى قاسم من الناحيتين الإنسانية والمهنية، هي كانت صديقة صدوقة، واضحة وتعبّر عن رأيها دون مواربة . كانت دائمة التفاؤل والابتسامة، مكافحة ومجاهدة ومجتهدة . هي من الإعلاميين الذين اجتهدوا في الخارج وجاهدوا نتيجة عملنا اليومي المتعب والمضني. البعض يظن أن عمل المذيع يقتصر على قراءة النشرة ولكن نجوى قاسم كانت إعلامية مثقفة، كثيرة القراءة في بيتها، وما كانت تقرأه وتتثقف به، كان يظهر في حواراتها على الشاشة” .
وتابع الحافي، الذي حاول ان يؤكد على صفة الوفاء في شخصية نجوى قاسم، “عندما اتصلت بي بعد إعلان قرار إقفال تلفزيون “المستقبل” كانت حزينة جدا، ومع أنها غابت عنه وعملت في الخارج لمدة 17 عاما، إلا أنها كانت تعتبره بيتها ومحطتها. والاتصال الأخير معها كان قبل عدة أيام من وفاتها، وهي قالت لي “حان الوقت لكي تأتي إلى دبي”، كما أخبرتني بأنها تشعر بالسعادة لأنها سوف تنتقل الى بيت جديد، وبأنها أنجزت حلم عمرها ببناء بيت لها في قريتها “جون”. صحيح أنها لم تتزوج، ولكنها حققت حلمها بأن تعيش في بلدتها عند العودة إلى لبنان. وهي زارت لبنان خلال الصيف الماضي، ولكني لم ألتقِ بها لأنها أمضت كل وقتها في بلدتها”.
واعتبر الحافي أن نجوى قاسم كانت “مسيسة” مهنيا، وتعرف ماذا تقول. وأضاف “شكلها لم يكن همّها بل كان همّها ما تريد ان تعطيه للمشاهد العربي، وإذا كان تلفزيون “المستقبل” قد فتح أمامها آفاق لبنان والعالم العربي، فأن قناة “العربية” فتحت لها آفاق العالم العربي والعالم . كان همها حرفتيها وعملها وإعداد الملفات المطلوبة على أكمل وجه، ولم تكن بحاجة إلى معدّ يساعدها. كانت محاورة بارعة، لأن من يقرأ كثيرا يعلم كثيراً، ونجوى قاسم كانت “خزان معلومات”.
وعن كيفية تلقيه خبر وفاتها قال: “وصلتني رسالة تعزي بها على الهاتف، فقمت بـ “قلب التلفون” إلى الناحية الثانية، اعتقدت أن الخبر غير صحيح، ومن ثم أدركت أنه حقيقي، عندما أكدته لي زوجتي مجدداً. فاتصلت بشقيقتها وقالت لي” خسرنا نجوى”. عائلتها كانت معها ليلة رأس السنة، وكأنهم أرادوا توديعها. عادة كان يقوم فرد من العائلة بزيارتها ليلة رأس السنة، ولكن هذه السنة زارها كل أفراد العائلة في دبي للوداع الأخير”.

الإعلامية زينة فياض

زينة فياض، التي كانت زميلة نجوى قاسم في قسم الأخبار، وتتناوبان على تقديم نشرة الأخبار الرئيسية في تلفزيون “المستقبل”، بدأت الحديث عنها بالترحم على روحها. وقالت “صحيح أننا كنا نختلف في السياسة ولكنها كانت زميلة وصديقة. هي رحلت في عز الشباب. نحن عشنا معا لمدة 11 عاماً، وهي كانت فترة تكويننا إنسانيا وإعلامياً ، وكان التأثر بيننا متبادلاً، كما كانت المنافسة بيننا قوية جداً لمصلحة العمل، هي كانت تعطي أفضل ما عندها وأنا مثلها. وعندما التقينا مجددا بعد عدة سنوات، ضحكنا كثيراً عندما تذكرنا ما كان يحصل معنا، ومن بين ما تذكرناه قيامها ببعثرة أوراق النشرة على الهواء. وبعد أن نضجنا أحببنا بعضنا أكثر وبوفاتها شعرت أنني فقدت قطعة من حياتي ومن تاريخي المهني، خاصة وأننا كرسنا عمرنا للمهنة، ولم نتزوج ولم ننجب”.
وأضافت زينة فياض” رحيل نجوى أثر فيّ كثيرا ،لأنها في أوج عطائها، خاصة وأنها اكتسبت خلال سنوات عملها الطويلة الكثير من النضج والخبرة والتجربة. كنت التقي بها دائماً عندما تزور لبنان ، وآخر لقاء بيننا كان قبل نحو شهر ونصف، والتقطت صورة لي معها ولكني لم انشرها ، لأنها لم ترض عنها. ويومها سألتها عن الورم في وجهها، فقالت لي “هذا ليس بوتوكس بل بسبب تناولي للكورتيزون” فهي كانت تتناول الكورتيزون كعلاج، خصوصاً وأنها أصيبت بكاحلها مرتين”.

 

الإعلامية لينا دوغان

الإعلامية لينان دوغان أكدت أنها لم تلتق الراحلة نجوى قاسم منذ فترة بعيدة، ولكنها قالت عنها “نجوى إنسانة مرحة جدا في جلساتها، وكانت تجمعنا جلسات طيبة وبسيطة. هي لم تكن تضع حواجز في علاقاتها، خاصة مع زملائها في العمل،على الرغم من أنها كانت “شاطرة” ومحترفة في عملها. كانت مقربة من الجميع من دون استثناء، سواء مع الذين كانوا يعملون معها في نفس المجال، أو في المجالات الأخرى”.
كما أشارت دوغان إلى أنها تواعدت مع نجوى على اللقاء أكثر من مرة، ولكن هذا الأمر لم يتم بسبب الظروف، وأضافت ” كان يفترض أن نلتقي خلال زيارتها الأخيرة إلى لبنان، وهذا الأمر لم يحصل. لكننا كنا على تواصل عبر الهاتف. وآخر مرة التقينا كانت عندما فازت بجائزة مي شدياق”.
وأوضحت دوغان انها عرفت بموت نجوى قاسم عن طريق صديقة لها تعمل في مجال الإعلام. وتابعت “في البداية سمعت الخبر بشكل عرضي، فكان جوابي أنه مجرد شائعة، ولكن إحدى صديقاتي ما لبثت أن أكدته لي، ومن بعدها تم تأكيد الخبر، فعشت حالة من النكران لأنني لم أرغب بتصديقه، وحتى الآن أنا لا أصدق أن نجوى رحلت عن هذه الحياة”.

الإعلامي ميشال قزي:

ميشال قزي الذي عايش نجوى قاسم لسنوات طويلة، قال:” عندما بدأنا العمل في تلفزيون “المستقبل”، كنا صغاراً في السن، وكنا نعمل كخلية نحل، ولكن نجوى قاسم كانت تملك خبرة في العمل التلفزيوني، نتيجة عملها السابق في تلفزيون المشرق، وكانت تعطينا الملاحظات، وما لبثنا أن انفصلنا في مرحلة لاحقة، بسبب فصل القسم الخاص بالأخبار عن القسم الخاص بالبرامج، وصار لكل منهما مبنى خاصاً به. ولكن التواصل بيننا استمر وكنا نلتقي في المناسبات، وبعد مغادرتها تلفزيون “المستقبل” وسفرها للعمل في دبي، لم أشاهدها أبداً”.
وتحدث ميشال عن شخصية نجوى قائلا ” مهنية بامتياز، دقيقة وعفوية، ولم تكن تبخل علينا بالملاحظات بسبب خبرتها، وخصوصاً في مرحلة البدايات. صحيح أنني لم التقها منذ 12 عاما، ولكن الصداقات القديمة تستمررغم البعد. ولقد علمت بوفاتها من خلال “غروب واتساب” الذي يضم مجموعة من الأصدقاء الذين كانوا يعملون في تلفزيون “المستقبل “. الخبر نزل علينا كالصاعقة، وكان صدمة حقيقية لنا جميعاً، خاصة وأنها في عز شبابها وتألقها ونجاحها، ولم تكن تعاني من أي مرض”.

الإعلامية يمنى شري:

يمنى شري أكدت على عفوية وطبيعية شخصية نجوى قاسم، التي لم تؤثر فيها الأضواء والشهرة، وقالت عنها “أنا ونجوى كنا نعمل في نفس المبنى، لأن قسمي البرامج والأخبار كانا في مبنى واحد، وأنا كنت مذيعة في برنامج “عالم الصباح” وهي كانت مذيعة أخبار. نجوى كانت صاحبة شخصية مهضومة ولذيذة، تتمتع بصوت جميل وتحب فيروز. وكانت أختاً حنونة وحريصة، واحتضنتني كما احتضنت الجميع . مهنية وجدية في العمل، هادئة وعصبية في آن معا ولا تحب الغلط. شخصية حرة ولا تساير في كلمة الحق. إنسانة طبيعية بعيدة عن التصنع والتكلف، ولكن التواصل بيننا توقف بعد سفرها، وبوجود “تويتر” ما لبثنا أن تواصلنا مجدداً عبر تبادل تغريدات الغزل . وآخر مرة تحدثت معها عندما أجرت عملية لقدمها وتمنيت لها الشفاء”
وتابعت يمنى “أكثر ما أذكره عن نجوى هو غناؤنا معاً. كانت تحب الضحك كثيرا ونادراً ما كان تحزن. صاحبة شخصية قوية، وإنسانة مسؤولة تعرف ماذا تريد. نجوى ماتت بهدوء وهي إسم مشرّف في فضاء الإعلام العربي”.

قد يعجبك ايضا
تعليقات
جاري التحميل...