أحترم حبيبي السابق ويارا وأدعو لهما
في اللقاء مع الفنانة نجوى كرم، تجد نفسك في حضرة الأغنية اللبنانية الشعبية التي تشبهك وتشبه كل مستمع لبناني. مشهود لنجوى أنها في حوارها تمشي بين النقاط، لكي تختار مفرداتها وإن كانت بعفوية. لكنها تحمل في مضمونها رداً مبطناً، علها تكون حافظت على رأيها الشخصي، الحريصة أحياناً على عدم إظهاره للعلن. لم تتغير نجوى رغم السنين، إنما بقيت أفكارها وتقاليدها هي نفسها مع بعض التعديلات على تعاملها مع القضايا التي تواجهها بروية أكثر من السابق.
فنياً ما زالت الحماسة والغيرة على فنها عنوانين عريضين في حياتها من منطلق وطنيتها وحرصها على مسيرتها الفنية التي لن تسلم مفتاحها إلا لمن كانت تحمل مزايا الأغنية اللبنانية وحب الوطن من خلالها.
الحب له شأن خاص لديها. فبقدر ما تضحي لأجله، بقدر ما تضع نقطة على السطر وتقف قبل أن يجرفها في تياره إلى حيث لا هوادة.
الزمن عندها لعبة تعكس أنها مستعدة مع الوقت للتعلّم كيف تتقن التحايل عليه وتجعله مجرد وقت تعيشه كما تريد، كي يبقى الزمن لائقاً عليها مهما حاول غدرها.
في منزلها في عين سعادة، حيث تجد العز والبساطة من أهله الذين لم ينسوا أن البساطة هي الرفاهية بحد ذاتها، استقبلتنا نجوى على الطريقة الزحلاوية.
أصدرت أغنيتين جديدتين واحدة بعنوان «إنت كتير حلو» من كلمات وألحان الملحن عماد شمس الدين وأخرى بعنوان «ملعون أبو العشق». أغنية «إنت كتير حلو» هي رسالة مباشرة للحبيب تعترفين له من خلالها بإعجابك بجماله. هل نجوى صريحة مع الحبيب إلى هذه الدرجة؟
ردت نجوى، متسائلة «أنا؟» أتى تساؤلها وكأن الاعتراف للحبيب هو اتهام لها، مشددةً في كلامها «هل أنا نجوى كرم أقول لشاب وبشكل مباشر «إنك كتير حلو»؟! أؤكد لك أني لست صاحبة المبادرة الأولى مع أي حبيب في المطلق. قد أقولها لسيدة جميلة إنك تبدين جميلة ولكن لشاب أبداً».
لكنك شخصية جريئة في انتقاء عناوين أغانٍ صريحة ومباشرة. والجرأة في الاختيار تعبّر عن جرأة صاحب الاختيار بالاعتراف للحبيب بإعجابه بجماله؟
لست جريئة لدرجة أكون فيها صاحبة الخطوة الأولى في الاعتراف. صحيح أن العنوان جريء، لكن هذه أغنية. وأنا دائماً أبحث عن عناوين «قفشات» (لافتة) تُحفظ بشكل سريع والملحن عماد شمس الدين يتميز بهذه العناوين.
عودتك للتعامل من جديد مع الملحن عماد شمس الدين تزامن مع عودتك إلى «روتانا» وكنت على قطيعة مع كليهما عملياً، كيف تمّ ذلك؟
عودتي إلى عماد شمس الدين جاءت قبل عودتي إلى «روتانا»، إذ توقفت عن العمل معه، لأنه كان يريد تلحين الألبوم كاملاً ويكون موقَّعاً باسمه. وأنا أحب التنويع في التعامل مع أسماء عديدة. عماد وأنا توأم فني.
ما إن طرحت وصورت أغنية «ملعون أبو العشق» حتى ظهر فنان عراقي يغنيها. وتمّ تداولها عبر «السوشيال ميديا». كيف حصل أن تختاري أغنية سبق وغناها فنان آخر؟
«روتانا» لديها تنازل رسمي في الأغنية. وهذا يحصل بشكل عادي. المهم الأغنية لم تكن معروفة. وما أن طرحتها حتى تداولها الإعلام. وهذا دليل على أني استطعت أن أوصل الأغنية بصوتي بشكل سريع.
أنت من الفنانات اللواتي اعتدن على طرح ألبوم، لكن نظام طرح الألبومات أصبح اليوم من الماضي. وعلى الرغم من أن الألبوم هو بمثابة «بريستيج» للفنان، كيف ستتعامل نجوى مع هذه السياسة؟
نظام الأغنية أو الأغنيتين يعجبني كثيراً. لقد اعتمدته قبل عودتي إلى «روتانا». هذا النظام في حاجة إلى شركة تهتم بـ«الديجيتال». وها هي شركة «روتانا» بتوليفتها مع شركة ديزر
Deezer جعلتني أتّبع هذه السياسة. تضامن «روتانا» مع Deezer جعل الفنان العربي أكثر ثقة وأماناً. فثقة الفنان بشركة «روتانا»، دفعتهم إلى التوقيع مع Deezer.
عدت إلى «روتانا» بعد قطيعة، علماً أنك كنتِ في مرحلة التسعينيات بيضة القبان ولك كلمتك، ولكن اليوم تغيرت كل الأمور، وأصبح هناك فنانات لهنّ مكانة خاصة، هل نجوى بعد عودتها إلى «روتانا» ما زالت مكانتها هي نفسها؟
بشركة «روتانا»، لا يوجد فنانون قدامى وفنانون جدد. «روتانا» يهمها الفنان الناجح. وقد بنت سياستها الفنية على فناني التسعينيات. وباقي الفنانين الموجودين في «روتانا» هم «تطعيم» (اكتفت نجوى بكلمة تطعيم دون شرح المقصود منها. لكن في اللغة العربية كلمة التَّطْعِيم في النبات هي عملية يُلصَقُ فيها جزء من ساق نبات يسمَّى بالطُّعْم بساق نبات مثبتة جذوره يسمى بالأَصل).