اليوم العالمي لرفض ختان الإناث
لا يمكن لأحد أن يتخيل البشاعة التي تتعرض لها واحدة بين كل 20 فتاة وامرأة في العالم بسبب عادات الختان؛ لهذا خصصت الأمم المتحدة يوماً لعدم التسامح مطلقاً مع ختان الإناث في السادس من فبراير (شباط)-شباط، تنادي المنظمة به بإنهاء ممارسة الختان.
إذ أن أرقام الأمم المتحدة تشير إلى أن 200 مليون أنثى تعيش اليوم، تعرضت لتغيير أو استئصال كل أعضائها التناسلية الخارجية أو بعض منها، وعادة ما تخضع السيدات والفتيات للختان في مرحلة الطفولة، وأحياناً في مرحلة المهد والرضاعة، أو في وقت لاحق في مرحلة المراهقة.
مشاكل جسدية ونفسية
وتترك عملية الختان مشاكل جسدية ونفسية غالباً ما يستمر تأثيرها على النساء لبقية حياتهن.
اليوم العالمي لرفض تشويه الأعضاء التناسلية للإناث (ختان الإناث) هو يوم توعية عالمي ترعاه اليونيسف في 6 فبراير من كل عام. الفكرة أتت من ستيلا أوباسانجو في مؤتمر اللجنة الأفريقية الدولية المعنية بالممارسات التقليدية التي تؤثر في صحة المرأة والطفل، وذلك في مايو (أيار) 2005 ثم تلتها الأمم المتحدة، وذلك بالسعي لجعل العالم يعي مدى خطورة ختان الإناث، وتعزيز القضاء على ممارسة هذه العادة الضارة والخطيرة التي تتعرض لها فتاة كل 15 ثانية في مناطق مختلفة من العالم.
وتتركز هذه الممارسة في 30 بلداً في أفريقيا والشرق الأوسط، إلا أنها شائعة كذلك في عديد البلدان الآسيوية، بما في ذلك الهند وإندونيسيا والعراق وباكستان، وكذلك بين بعض جماعات السكان الأصليين في أميركا اللاتينية مثل إمبيرا في كولومبيا. وعلاوة على ذلك، تتواصل ممارسة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية بين السكان المهاجرين الذين يعيشون في أوروبا الغربية وأميركا الشمالية وأستراليا ونيوزيلندا.
ولتعزيز الجهود المبذولة للقضاء على تشويه الأعضاء التناسلية للإناث، هناك حاجة لجهود منسقة ومنهجية، ويجب إشراك مجتمعات بأكملها والتركيز على حقوق الإنسان والمساواة بين الجنسين والتربية الجنسية والاهتمام باحتياجات النساء والفتيات اللائي يعانين من عواقب تلك الممارسة.
موضوع احتفالية 2020 هو: إطلاق العنان لقوة الشباب
وفي 20 كانون الأول-ديسمبر (كانون الأول) 2012، اعتمدت الجمعية العامة القرار A-RES-67-146 الذي دعت فيه الدول ومنظمة الأمم المتحدة والمجتمع المدني وأصحاب المصلحة إلى الاستمرار في الاحتفال بيوم 6 شباط-فبراير بوصفه اليوم الدولي لعدم التسامح مطلقاً إزاء تشويه الأعضاء التناسلية للإناث، واستغلال هذا اليوم في حملات لرفع الوعي بهذه الممارسة واتخاذ إجراءات ملموسة للحد من تشويه الأعضاء التناسلية للإناث.
إنهاء ممارسة الختان
سيتطلب إنهاء ممارسة تشويه الأعضاء التناسلية للإناث خلال عقد واحد دعماً من كل بقاع المعمورة. ومع النمو السكاني الكبير، وبخاصة بين الشباب، يصبح الاستثمار في الشباب أمراً لا غنى عنه. وهذا هو السبب في أن هذا اليوم الدولي سيركز على حشد الشباب حول القضاء على الممارسات الضارة، بما في ذلك تشويه الأعضاء التناسلية للإناث تحت شعار: «إطلاق العنان لقوة الشباب: عقد من الإجراءات المتسارعة من أجل القضاء على تشويه الأعضاء التناسلية للإناث»
ومع استمرار هذه الممارسة أكثر من ألف سنة، تشير الدلائل إلى إمكانية القضاء عليها في فترة جيل واحد. وهذا هو السبب في سعي الأمم المتحدة جاهدة للقضاء عليها بالكامل بحلول عام 2030. بما يتساوق والهدف من أهداف التنمية المستدامة.
ومنذ عام 2008، لم يزل صندوق الأمم المتحدة للسكان، بالاشتراك مع اليونيسف، يقود أكبر برنامج عالمي للإسراع في القضاء على ممارسة تشويه الأعضاء التناسلية للإناث. ويركز البرنامج حالياً على 17 دولة في أفريقيا والشرق الأوسط ويدعم كذلك المبادرات الإقليمية والعالمية.
فعلى مر السنين، شهدت هذه الشراكة إنجازات كبيرة. فعلى سبيل المثال، استفاد أكثر من 3 ملايين فتاة وامرأة — يدعمهما البرنامج المشترك — من خدمات الحماية والرعاية المتعلقة بتشويه الأعضاء التناسلية للإناث، وأنشأ 13 بلداً أطر عمل قانونية لحظر تلك الممارسة الضارة، فضلاً عن إنشاء برامج لتمويل بنود الميزانية الوطنية لمعالجتها.