مخاطر كيتو دايت
يشغل الـ”كيتو دايت” العالم أخيرًا، على الرغم من أن أصوله ترجع إلى عشرينيَّات القرن الماضي، وكان الهدف منه علاج الأطفال الذين يعانون من داء الصرع. مع مرور الوقت، بدأ العلماء ينتبَّهون إلى أنَّ مُتتبعي كيتو دايت يخسرون الوزن بصورة ملحوظة، فشاع في فئة أنظمة الرجيم الغذائيَّة المُخسِّسة.
هل جرَّبتِ يومًا اتباع نظام غذائي عالي الدهون، ومع ذلك خسرتِ كيلوغرامات وزنك الزائدة؟
الـ”كيتو دايت”، نظام غذائي يعجُّ بالدهون، بيد أنَّه قليل النشويات؛ نسبة 70 إلى 80% من مكوِّنات هذه الحمية عبارة عن دهون، فيما 20 إلى 25% منها من البروتينات، لتحجز النشويات نسبة لا تتخطَّى 5 أو 10% من المكوِّنات، بما يعادل أقل من 50 غرامًا من النشويات في اليوم. يجعل ما تقدَّم السؤال الآتي شائعًا: كيف أخسر الوزن، على الرغم من استهلاك الكثير من الدهون؟ لتأتي الإجابة على الشكل الآتي: يحتاج الجسم البشري إلى الطاقة ليؤدي وظائفه بفاعليّة، وغالبًا ما يستمد الجسم طاقته اللازمة خلال النهار من النشويات، وتحديدًا عندما يحوِّل هذه النشويات إلى ما يعرف بالــ”جلوكوز”. لكن، عندما لا نوفِّر للجسم احتياجاته من النشويات أو الـ”جلوكوز”، هو يسعى إلى إيجاد مصادر بديلة للطاقة، وهي الـ”كيتون” أو جزئيات وقود صغيرة تُخزَّن في الكبد لحين احتياجها.
وعندما يبدأ الجسم باستخدام الـ”كيتون” بديلًا للـ”جلوكوز”، فإنَّه يدخل في مرحلة تدعى الـ”كيتوسيس”، وخلالها هو يعمل هلى غرار الآلة بغية حرق الدهون ليؤمن احتياجاته من الطاقة اللازمة لنهاره. ولأنّ الجسم يتأقلم سريعًا، فإنّ التقليل من كمِّ النشويات المستهلك، يؤدي تاليًا إلى التقليل من إفراز هرمون الـ”إنسولين” بالدم، ما يُساعد الجسم نوعًا ما في التقليل من تخزين الدهون. في الخلاصة، فإنَّ الـ”كيتو” يستبدل بالنشويات في النظام الغذائي، الدهون.
أضف إلى ذلك، لا يشعر متتبعو كيتو دايت بالجوع، لكون النظام الغذائي المذكور عالي الدهون والبروتينات، وهم قد يستمتعون بالطعام أكثر، لأنَّ الدهون تعزِّز نكهات الأطعمة. كما للـ”كيتو دايت” دورٌ في التخفيف من الشراهة على الطعام، وتحديدًا الحلويات، لكونه قليل النشويات. وهو يساهم بالتالي بطريقة غير مباشرة بالسيطرة على السعرات الحراريَّة المستهلكة خلال اليوم.
لكن، لا يُسمح باتباع هذا النظام الغذائي، من الأفراد الذين يعانون من النوع الأوَّل من السكَّري، وضغط الدم المرتفع، ومشكلات القلب، والجهاز الهضمي، والحوامل، لكون الـ”كيتو” يحمل لهم الكثير من الآثار الجانبيَّة على صحَّتهم.