مجلة العروض الشهرية

مرض الرعاش

يُعدّ مرض الرعاش الذي يُعرف أيضاً بمرض باركنسون (بالإنجليزية: Parkinson’s disease) من الاضطرابات العصبية التي تتقدم وتزداد فيها حالة المريض سوءاً بمرور الوقت، إذ يؤثر في حركة الشخص، وقدرته على التحدث والكتابة، ويتميز بظهور حركات جسدية غير طبيعية على المصاب، وتطوّر الأعراض بشكل تدريجي؛ فقد تبدأ برعاشات خفيفة جداً في يد واحدة، وبمرور الوقت تزداد الأعراض وضوحاً، فيعاني المصاب من بطء الحركة، والجمود أو التصلّب. ويُعدّ الذكور أكثر عرضة من الإناث للإصابة بمرض الرعاش بنسبة 50 ٪. وفي معظم الحالات، تبدأ الأعراض بالظهور بعد سنّ الخمسين، إلا أنّ 4-5 ٪ من مرضى الرعاش ظهرت عليهم الأعراض قبل بلوغهم الأربعين.
أعراض مرض
الرعاش تتفاوت أعراض الرعاش من شخص إلى آخر، وغالباً ما تبدأ بالظهور في جانب واحد من الجسم، ليتبعه الجانب الآخر فيما بعد، وفيما يلي بيان لأبرز أعراض الرعاش:[٢] الرعشة: (بالإنجليزية: Tremor) وتبدأ الرعشة عادة في أحد الأطراف، وغالبا ما تكون في اليد أو الأصابع وتتميّز بأنّها تظهر بشكل جلي وواضح في الوقت الذي يرتاح فيه المصاب ولا يمارس أيّ نشاط. تباطؤ الحركة: (بالإنجليزية: Bradykinesia) يقلل مرض الرعاش من القدرة على الحركة، ويؤدي إلى تباطئها، ممّا يجعل القيام بالمهام البسيطة أمراً صعباً ويتطلب وقتاً وجهداً كبيراً، فقد تصبح الخطوات أقصر عند المشي، وقد يجد المريض صعوبة في النهوض من مقعده.
تصلّب العضلات:
تؤدي الإصابة بالرعاش إلى تصلب العضلات، ممّا يسبّب الألم ويحدّ من نطاق الحركة. فقدان التوازن: قد يواجه المصاب صعوبة في التوازن والوقوف بوضعية سليمة.
تأثر الحركات اللاإرادية:
قد تنخفض قدرة المريض على أداء بعض الحركات التلقائية واللاإرادية، بما في ذلك الرمش، والتبسم، وتأرجح الذراعين عند المشي. حدوث تغيرات في الكلام:’ من مشاكل الكلام الناجمة عن الإصابة بمرض الرعاش؛ التحدّث بهدوء، أو بسرعة، أو بتذبذب، والتردّد قبل الكلام. صعوبة في الكتابة قد يعاني المصاب من صعوبة في الكتابة، ويبدو خطه صغير الحجم.
علاج مرض الرعاش
لا يمكن شفاء مرض باركنسون، ولكن يمكن للأدوية أن تساعد على السيطرة والتحكم بالأعراض بشكل كبير في أغلب الأحيان. وفي بعض الحالات، قد يتطلب الأمر إخضاع المصاب لبعض الإجراءات الجراحية العلاجية.
العلاج بالأدوية
تساعد الأدوية على السيطرة والتحكم في مشاكل المشي والحركة والارتعاش، ويعتمد علاج الرعاش بشكل رئيسي على زيادة تركيز الدوبامين، أحد النواقل العصبية المهمة في الدماغ، الذي يرتبط نقصه بالإصابة بمرض الرعاش. ومن الجدير بالذكر أنّ الأدوية تساهم في تحسين الأعراض إلى حد كبير في بداية العلاج، إلا أنّ فاعلية الأدوية تتناقص باستمرار مع تقدّم المرض ومرور الوقت. ومن الأدوية المستخدمة في علاج الرعاش ما يلي:
ليفودوبا/كاربيدوبا: (بالإنجليزية: Carbidopa-levodopa)
يُعدّ الليفودوبا أكثر أدوية علاج الرعاش فاعلية، حيث يتم تحويل الليفودوبا داخل الدماغ إلى الدوبامين، في حين يقوم الكاربيدوبا المُضاف للعلاج بالتقليل من الآثار الجانبية لليفودوبا. ومع تقدم المرض، قد تصبح فاعلية الليفودوبا أقل استقراراً، وقد يعاني المريض من ظهور حركات جسدية لاإرادية بعد تناول جرعات عالية من الليفودوبا.
الأدوية المحفزة للدوبامين: (بالإنجليزية: Dopamine agonists)
تُعدّ هذه الأدوية أقل فعالية من الليفودوبا إلا أنّها تعمل لفترة أطول، ويمكن استخدامها جنباً إلى جنب مع الليفودوبا لتحسين فعاليته، خاصة في الفترات التي يتوقف فيها الليفودوبا عن العمل. ومن الأمثلة على هذه الأدوية
البراميبيكسول (بالإنجليزية: Pramipexole) والروبينيرول (بالإنجليزية: Ropinirole)، والآثار الجانبية لهذه الأدوية تشبه آثار الليفودوبا الجانبية.
مثبطات أكسيداز أحادي الأمين: (بالإنجليزية: MAO-B inhibitors)
ومن هذه الأدوية السيليجيلين (بالإنجليزية: Selegiline)، والراساجيلين (بالإنجليزية: Rasagiline)، وتعمل هذه الأدوية على منع تحطيم الدوبامين في الدماغ عن طريق تثبيط إنزيم أكسيداز أحادي الأمين، ومن آثارها الجانبية الغثيان والأرق.
الأدوية المثبطة للإنزيم الناقل للميثيل: (بالإنجليزية: Catechol-O-methyltransferase (COMT) inhibitors) ومن الأمثلة على هذه المجموعة دواء إنتاكبون (بالإنجليزية: Entacapone) الذي يعمل على تطويل مفعول الليفودوبا عن طريق تثبيط الإنزيم الذي يحطم الدوبامين، ومن الآثار الجانبية لهذه الأدوية زيادة خطر الإصابة بالإسهال، وظهور حركات جسدية لاإرادية على المريض. مضادات الكولين: (بالإنجليزية: Anticholinergics) استُخدمت هذه الأدوية لسنوات عديدة للمساهمة في التحكم بالرعشة المرتبطة بمرض باركنسون، إلا أنّ فوائدها المتواضعة وآثارها الجانبية المتعددة مثل ضعف الذاكرة، والإمساك، وجفاف الفم، وصعوبة التبول، جعلت استخدامها في علاج الرعاش محدوداً.
ومن الأمثلة على هذه الأدوية البنزتروبين (بالإنجليزية: Benztropine) والتريهكسفينيديل (بالإنجليزية: Trihexyphenidyl). الأمانتادين: (بالإنجليزية: Amantadine) يُستخدم هذا الدواء لتخفيف أعراض الرعاش البسيطة في المراحل المبكرة، كما يمكن أن يُعطى جنباً إلى جنب مع الليفودوبا خلال المراحل المتأخرة من مرض الرعاش للتقليل من آثاره الجانبية. العلاج الجراحي
ومن الإجراءات الجراحية المستخدمة في علاج مرض الرعاش ما يأتي:
التحفيز العميق للدماغ: (بالإنجليزية: Deep Brain Stimulation)
يتمّ في هذه الجراحة إدخال أقطاب كهربائية في منطقة معينة من الدماغ، واستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي وتسجيل نشاط خلايا الدماغ خلال العملية. كما يتمّ زرع جهاز يطلق دفعات كهربائية تحت عظم الترقوة أو في البطن، وذلك ليوفر دفعة كهربائية للدماغ.
وعادة ما يُلجأ لهذا الإجراء الجراحي في حال فشل العلاجات الدوائية في التخفيف من حالة المريض وبعد مرور أربع سنوات على الأقل من الإصابة بالمرض، وتُظهِر الدراسات أنّ العملية مفيدة لمدة خمس سنوات على الأقل، وتُعتبر أكثر فاعلية للأشخاص الذين يعانون من الرعشات المعطِّلة للحياة، ومن بعض الآثار الجانبية الناجمة عن استخدام الأدوية.
علاج الدوبا: (بالإنجليزية: Duopa therapy)
وهي عملية جراحية يتم فيها عمل ثقب صغير (بالإنجليزية: Stoma) في جدار المعدة لوضع أنبوب يصل إلى الأمعاء، ويتصل الأنبوب بمضخة لتوصيل الليفودوبا والكاربيدوبا على شكل هلام مباشرة إلى الأمعاء عبر هذا الأنبوب بدلاً من حبة الدواء.
وتهدف طريقة العلاج هذه إلى تحسين الامتصاص، وتقليل الفترات الزمنية التي لا يعمل فيها الدواء الذي يُؤخذ عن طريق الفم. وتُستخدم هذه الطريقة في علاج الأشخاص الذين يعانون من مرض باركنسون المتقدم والذي يستجيب بشكل جيد لليفودوبا، خاصة إذا كان المريض يعاني من تقلبات يومية في الحركة تستمر لأكثر من ثلاث ساعات ولا تستجيب للعلاجات الدوائية.
قد يعجبك ايضا
تعليقات
جاري التحميل...