الزيوت المهدرجة عدوة الرشاقة
أعلن وزير الصحَّة السعودي الدكتور توفيق الربيعة، عن إيقاف استخدام الزيوت المهدرجة في الأغذية خلال 2020. وفي هذا الإطار، دعت “الهيئة العامَّة للغذاء والدواء” مستوردي ومصنّعي الأغذية إلى التقيُّد والالتزام بمتطلّبات “اللائحة الفنيَّة السعوديّة” التي بدأ تطبيقها في 2020، والتي تنصُّ على منع استخدام الزيوت المهدرجة جزئيًّا في المنتجات الغذائيَّة. ومعلومٌ أنَّ لهذه الزيوت علاقةً وثيقة بزيادة الوزن، لا سيَّما في محيط البطن، ومخاطر صحيَّة ترتبط برفع الكوليسترول في الدم، وانسداد الشرايين، ورفع الضغط، والإصابة بالسكري.
ماهي الزيوت المهدرجة؟
هي زيوت نباتيَّة، عمد بعض شركات الطعام إلى هدرجتها أي تسخينها لثماني ساعات فأكثر، على حرارة عالية قد تتجاوز 400 درجة مئويَّة، ثمَّ ضخّ غاز الهيدروجين فيها تحت ضغط عالٍ، لتتحوَّل من زيوت نباتيَّة إلى زيوت مهدرجة. وخلال العمليَّة المذكورة، يتمّ القضاء على الفيتامينات والمواد المُغذِّية الأخرى والخصائص الصحيَّة الموجودة في الدهون النباتية الطبيعية. وفي هذا الإطار، تقول اختصاصيَّة التغذية الدكتورة رويدا إدريس، إنَّ “الزيوت النباتيَّة المهدرجة تدخل في إعداد مجموعة من الأطعمة المصنّعة”، لافتةً إلى أنَّ “الشركات تُفضِّل استخدام الزيوت المذكورة لتكلفتها المنخفضة، وتاريخ صلاحيتها طويل الأجل”. وتشرح أنَّ “الزيوت النباتيَّة المهدرجة تُستخرج من الزيتون أو عبّاد الشمس أو فول الصويا، وهي عادةً ما تكون سائلةً، وفي درجة حرارة الغرفة، ما يدفع العديد من الشركات المصنّعة إلى استخدام الهيدروجين للحصول على منتج أكثر صلابة، وسهل الدهن، وذي صلاحية طويلة الأجل. وخلال عمليّة التصنيع، تُضاف جزيئات الهيدروجين لتغيير الملمس، والتركيب الكيميائي، والعمر الافتراضي للمنتج النهائي”.
مخاطر بالجملة
الزيوت المهدرجة هي دهون متحوِّلة، ويترتَّب على استهلاكها العديد من الآثار الجانبيَّة الخطيرة بحسب د. إدريس، بخاصَّة لناحية مستويات الكوليسترول، إذ هي تزيد كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة، وتقلَّل كوليسترول البروتين الدهني مرتفع الكثافة، بالمقابل. ومعلومٌ أنَّ هناك نوعين رئيسيين من الكوليسترول:
• البروتين الدهني منخفض الكثافة LDL: كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة الضار الذي يتراكم في جدران الشرايين، فتصبح متصلّبة، وضيِّقة.
• البروتين الدهني عالي الكثافة HDL: يلتقط البروتين الدهني العالي الكثافة، أو المفيد، الكوليسترول الزائد ويرده إلى الكبد.
وفي حال تهتّك أو تمزّق الرواسب الدهنية داخل الشرايين، فقد يتشكل تجلّط دموي يمنع تدفّق الدم إلى جزء من القلب، متسبِّبًا بأزمة قلبية، أو يمنع وصول الدم إلى جزء من الدماغ مُتسبِّبًا بسكتة دماغيَّة. وعلى الرغم من أنّ العديد من البلدان تقيِّد استخدام الدهون المتحوّلة، إلا أنّ هذا النوع من الدهون لا يزال موجودًا في العديد من الأطعمة المعلبة، الأمر الذي يستدعي قراءة ملصقات الطعام، بعناية، للاطّلاع على ما إذا كانت الزيوت المهدرجة من مكوِّنات أيّ منتج غذائي.
أمَّا في المطاعم، فتُستخدم الزيوت المهدرجة على هيئة زيت عبّاد الشمس عالي الأوليك، أو زيت الكانولا عالي الأوليك، أو زيت القرطم، وذلك لأنَّها تستقرّ طويلًا في ظروف الحرارة العالية. علمًا أنّ استخدام هذه الزيوت، وطريقة حفظها، أمران بالغا الأهميَّة للحفاظ على سلامة المنتج ونكهته.
يبيَّن الاستشاري في الغدد الصماء والباطني بـ”مستشفى الدكتور سليمان فقيه”، البروفيسور عبدالرحمن آل شيخ، من جهته، أنّ الدهون المهدرجة تترسّب في أجزاء مختلفة في الجسم، من بينها الشرايين والكبد، كما أنَّها تزيد نسب الإصابات بجلطات القلب وارتفاع الضغط. وتمتلك هذه الدهون التي تدخل في صناعة وجبات سريعة بالجملة، مخاطر على الجهاز الهضمي، كما تُتّهم بزيادة الوزن، بخاصَّة في محيط البطن.
انتشار الكوليسترول في السعودية
• تُمثِّل أمراض القلب والأوعية الدموية في السعودية تحدِّيًا رئيسًا، إذ تتزايد الحاجة للفحص بشكل مستمرّ لعوامل الخطورة المتعلقة بتلك الأمراض.
• تحتلُّ أمراض القلب والأوعية الدموية المركز الأوَّل، كمسبِّب للوفيات في دول الخليج العربي. وفي هذا الإطار، يتسبب مرض تصلُّب الشرايين بـ45% من إجمالي الوفيَّات المرتبطة بهذه الأمراض. ويظهر تصلب الشرايين عند وجود مستويات عالية من الكوليسترول في الدم، الأمر الذي قد يؤثِّر بشكل سلبي في الشرايين التي تحمل الدم من القلب إلى باقي الجسم. ولمجرد الإصابة بالمرض، يتراكم كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة على جدران الشرايين، متسبِّبًا بعائق أمام تدفق الدم. وقد يؤدي هذا الخلل إلى نوبة قلبيَّة، في حال لم يتم الكشف عنه في وقت مبكّر.
• تُسجِّل مُعدَّلات انتشار الكوليسترول نسبًا مرتفعةً في السعودية، إذ تمثّل 54% من إجمالي عدد السكان البالغين بالمملكة. كما أنَّ ارتفاع معدلات الإصابة بالسكري والبدانة وارتفاع نسبة الكوليسترول لدى الأفراد في السعودية والمنطقة، يزيد من خطر الإصابة بالأزمات القلبية لدى المرضى الأصغر سنًّا.