مجلة العروض الشهرية

الابنة تنقذ مجتمع وتنتقم من أبيها

105

 

بعد سنوات من الإجرام والخطف والسلب والنصب، وعشرات الدعاوى القضائية، وعجز السلطات المحلية عن وضع حد له ولعصابته الكبيرة، قامت الشابة اليافعة “غيداء” بقتل والدها “فادي المحيثاوي” برصاص مسدسه الذي كان يخيف الناس فيه، مانعة من قدم من الأهالي لإسعافه قبل أن يفارق الحياة، دون معرفة السبب الحقيقي وراء ذلك.

الحادثة التي جرت صباح يوم الإثنين، في بلدة عريقة في الريف الغربي لمحافظة السويداء، عدها الكثيرين انتقاماً ربانياً طال واحداً من رؤوس العصابات في المحافظة التي عانت طوال سنوات من إجرامهم وغدرهم، وفاتحة طريق طويل من الحديث عن أفعال من ظلوا على قيد الحياة.

المعلومات المقتضبة عن الحادثة تفيد بأن أهالي البلدة سمعوا إطلاق النار داخل منزل المحيثاوي فجر الإثنين، وسارعوا لمعرفة السبب، فوجدوه مضرجاً في دمه، وابنته التي لا يزيد عمرها عن 15 عاماً تقف جانبه وبيدها مسدسه، وعندما حاولوا الاتصال بالإسعاف لإنقاذه، أكملت ما بدأته، وأفرغت باقي الرصاصات في جسده ليفارق الحياة على الفور.

 

مصدر آخر من نفس البلدة ذكر مساء الإثنين أن فادي أصيب في أول الليل، وأن ابنته أطلقت النار عليه وهربت إلى منزل جدها، ويقال أن والدها تحامل على إصابته ولحقها إلى بيت أهله وهناك تمت تصفيته. وهناك أشخاص في البلدة ذكروا أن علاقة الفتاة بوالدها كانت ممتازة ولا يمكن أن تكون هي القاتلة.

المقتول سلمت جثته إلى ذويه بحسب مصدر في الشرطة، حيث تم دفنه بزاوية بعيدة عن مدافن البلدة، دون معرفة الأهالي، حيث قام ذويه بجلب تركس، وصنعوا له حفرة، ووضعوه فيها دون مراسم تذكر.

وكانت صاحبة الجلالة قد نشرت الكثير من الحوادث التي كان يقف خلفها “المحيثاوي” وعصابته، فالمقتول كان قد ترك بلدته سابقاً بعد استياء الأهالي منه، لينتقل إلى مدينة شهبا، وينضم لعصابتها الكبيرة، ويشارك في رسم وتخطيط وتنفيذ العديد من الجرائم من خطف ونهب وتهريب وتجارة في المخدرات والسلاح.

وانتشرت قصته في بيع سيارته لحوالي عشرين مرة طوال العام 2016 دون أن يستطيع الشراة إرجاع حقهم بعد اكتشافهم أن العملية نصب واحتيال، حيث قام بنهاية هذه المسرحية الهزلية ببيعها بشكل نظامي رغم كل ذلك.

أحد الأهالي في البلدة التي عاد إليها المحيثاوي بعد طرده من مدينة شهبا ذكر لصاحبة الجلالة أن منزل المقتول مفكك والعائلة كانت ضحية ألاعيبه وإجرامه، وأن تصرف الفتاة الصغيرة جاء طبيعياً بعد الذي عانته من والدها، والسمعة السيئة التي تركها لها ولإخوتها.

وعلى الرغم من أن الفتاة الصغيرة لم يعرف مصيرها بعد، وما إذا باتت مع القضاء المختص للتحقيق في حيثيات قيامها بقتل والدها، إلا أن مصدر في البلدة ذكر أنها باتت عند أخوالها من آل مرشد في قرية حران المجاورة، ومحاولة وجهاء من المنطقة إعفاء الفتاة من المساءلة، حيث طالب أحدهم أن يصنع تمثال لهذه الفتاة الضحية وحمايتها بسبب ما فعلته، عاداً أن فعلتها بطولية، وعجز عنها الكثير من الأشخاص الذين ظلمهم.

يذكر أن “المحيثاوي” كان يعتبر من أبرز قادة عصابات السلب والخطف، وكان يتزعم مجموعة في مدينة شهبا خلال السنوات الماضية، قبل أن ينتقل إلى بلدة عريقة، ويمارس فيها جرائمه، حيث تتواجد عشرات الدعاوى بحقه وفق مصدر أمني.

قد يعجبك ايضا
تعليقات
جاري التحميل...