مجلة العروض الشهرية

تعرف على عادات بعض البلاد العربية في عيد الفطر

ينتهي شهر رمضان المبارك ليحل علينا هلال شهر شوال معلنًا بزوغ فرحة عيد الفطر المبارك، فيغير المسلمون معه من التحضير للشهر الفضيل، إلى التحضير لعيده المبارك، وعلى رغم تشابه المسلمين في كثير من العادات والتقاليد الخاصة باحتفالات عيد الفطر المبارك، إلا أن هناك بعض العادات التي تميز بعض البلدان العربية التي يتم توارثها من جيل لآخر.. نستعرض فى هذا التقرير أبرز العادات والتقاليد في بعض الدول العربية فى عيد الفطر المبارك.

مصر.. العيدية وتبادل التهانى

تؤدى صلاة العيد فى الساحات الكبيرة والمساجد العريقة بالقاهرة، ويرتدى المسلمون الملابس الجديدة عند أدائها، وعقب الصلاة يتبادلون التهانى بقدوم العيد المبارك، ويذهبون إلى المقابر للترحم على الأموات، وقراءة بعض الآيات القرآنية عليهم.

ومن أهم مظاهر الاحتفال بعيد الفطر المبارك، تقديم الهدايا والعيدية للأطفال، ويعتبر المسلمون هذا العيد فرصة عظيمة للتقارب بين بعضهم البعض، وإحياءً لصفة صلة الرحم بينهم، التى حثهم عليها الدين الاسلامى.

تنتشر الفرحة والسعادة على وجوه المصريين فى أيام العيد، وذلك من خلال قيامهم بتزيين الشوارع والميادين، وتجهيز الساحات لأداء صلاةالعيد، وتبدأ الزيارات بين الأهل والأقارب، ويفرح الأطفال بملابسهم الجديدة، ويقومون بركوب المراجيح وهم يطلقون الأغانى والزغاريد تعبيرًا عن سعادتهم بقدوم العيد.

وتعلو التكبيرات والتواشيح الدينية بالمساجد، حيث يصطحب الكبار الأطفال أثناء الصلاة، كما يحرص رئيس الجمهورية، ورئيس مجلس الوزراء والوزراء، على تأدية صلاة العيد وتهنئة جميع طوائف الشعب بعيد الفطر المبارك.

في السعودية.. إستئجار الاستراحات

تختلف مظاهر استقبال العيد فى السعودية عن أى بلد آخر، حيث تبدأ مظاهر استقبال العيد قبل العيد نفسه، وتبدأ الأسرة بشراء حاجاتها من ألبسة وأطعمة مثل الكبسة والمرقوق والمراصيع والهريس،
وتعد الحلويات الخاصة بالعيد في بعض المناطق، مثل «الكليجية» والمعمول.

وفى صباح العيد، يتجمع الناس لصلاة العيد، التي تجمع الناس في أحيائهم الخاصة، ويقومون بعد أداء الصلاة بتهنئة بعضهم بعضًا في المسجد، وتقديم التهاني على طريقتهم الخاصة، مثل “كل عام وأنتم بخير”، و”عساكم من عواده”، و”تقبّل الله طاعتكم” وغيرها.

وتتميز الأسر السعودية بعادة خاصة عن الأسر الأخرى عادة، وذلك باستئجار الاستراحات التي تقع في المدينة أو في أطرافها، إذ يتم استئجار «إستراحة» يتجمع فيها أعضاء الأسرة الواحدة الكبيرة، التي تضم الجد والأولاد والأحفاد، وتقام الذبائح والولائم، يخلفها اللعب من الصغار والكبار، وتعقد الجلسات العائلية الموسعة. الإمارات وإقامة “الزرقا”.

تقوم ربات المنازل بتجهيز المنزل وترتيبه لاستقبال العيد وتجهيز احتياجاته، ووضع الحناء على أيدى البنات وتجهيز الملابس الجديدة للأطفال وتجهيز الأطعمة واللقيمات، وتوضع كميات من الفواكه في المجالس لاستقبال الضيوف.

يختلف الاحتفال بالعيد فى القرى عن المدن، فيبدأ فى القرى بالصلاة في الساحات، ويتزين الرجال والأطفال، وقد يكون هنالك إطلاق نار في “الرزقة”، وهي رقصة شعبية أيضًا تعبيرًا عن الفرح، أما في المدن، فالاستعدادات متشابهة ولكن الصلاة تكون في مصلى العيد، وهو مفتوح أيضًا، لكن لا يشاركون في الرزقة، وإنما ينطلقون بعد الصلاة لتهنئة الأهل والأقارب بالعيد، وعقب صلاة الظهر ينطلق الأطفال والأسر عمومًا نحو الحدائق والمنتزهات ابتهاجًا بهذا اليوم… وتكون عبارة التهنئة “مبارك عليكم العيد”، “عساكم من عواده” والذهاب
إلى المنازل استعدادًا للزيارات العائلية واستقبال الضيوف من الأهل والأقارب.

السودان.. زيارة المرضى وتنظيم الرحلات العائلية

أما فى السودان فيتم التجهيز لاستقبال العيد فى منتصف شهر رمضان المبارك، ويقوم البيت على قدم وساق للاستعداد لعيد الفطر، ويتم إعداد أصناف الحلوى من الكعك والخبز، مثل الغريّبة والبيتي فور والسابليه والسويسرول بكميات وافرة تكفي لإكرام الزائرين الذين يتوافدون بعد صلاة العيد، التي تؤدى في الساحات قرب المساجد، إذ يشهدها الجميع، ويتبادلون التهاني، ثم يتوافد رجال الحي في كثير من القرى إلى منزل أحد الكبار، حاملين إفطارهم، ثم يخرجون جماعات لزيارة المرضى وكبار السن ومعهم النساء والأطفال، ويقضون نهار اليوم الأول في الزيارات وتهنئة الجيران، وتستمر هذه الزيارات طوال الأيام الأولى من شوال، وتنظم الرحلات العائلية والشبابية، ويقضي الجميع أوقاتهم على ضفاف نهر النيل.

اليمن.. وحرق الحطب

تختلف مظاهر الاحتفال بالعيد فى اليمن عن الدول الأخرى، فينشغل أهلها بجمع الحطب ووضعه على هيئة أكوام عالية لحرقها ليلة العيد، تعبيرًا عن فرحتهم بقدوم عيد الفطر، وحزنًا على وداعه.

يقوم أهل القرى في اليمن بنحر الذبائح، وتوزيع اللحوم على الجيران والأقارب، والجلوس فى المجالس طوال العيد، وتبادل الزيارات وتقديم العيدية، والأكلات اليمنية التي لا تكاد تخلو المنازل منها، فهي «السَّلتة»، وتتألف من الحلبة المدقوقة، وقطع البطاطا المطبوخة، وقليل من اللحم والأرز والبيض، وتحرص السيدات اليمنيات على تقديم أصناف من الطعام إلى الضيوف في العيد، ومنها: بنت الصّحن أو السّباية، وهي عبارة عن رقائق من الفطير متماسكة مع بعضها بعضًا ومخلوطة بالبيض والدهن البلدي والعسل الطبيعي.

فلســـطين.. والأغاني

يحرص أهل فلسطين على تأدية صلاة العيد في المسجد الأقصى الشريف مع محاولات منع المحتلين من أداء شعائرهم الدينية داخل المسجد، ومما تقدمه العوائل في فلسطين المحتلة البرازق والنقوع، وهي بذور لها رائحتها الزكية، وهناك أغاني يؤديها الأطفال في اليوم الأخير من شهر رمضان وعيد الفطر.

وبعد الخروج من المساجد؛ يذهب العديد منهم إلى المقابر لقراءة القرآن على شهدائهم، ويوزعون المال والكعك عن أرواحهم، وتستعد النسوة بعمل الحلويات الشعبية، مثل المعمول، وحلي سنونك واليحمي.

قد يعجبك ايضا
تعليقات
جاري التحميل...