مجلة العروض الشهرية

5 حميات غير صحية.. تجنبيها

هل تستطيع الحميات، التي نُطالعها على مواقع الإنترنت، أن تُخسرنا الوزن، حسبما يروّج المسوِّقون لها؟ وإن صحَّت مزاعم المسوِّقين، هل من مخاطر جانبيَّة لهذه الحميات؟
نسأل اختصاصيَّة التغذية سكينة القاضي هذين السؤالين، اللذين تجيب عنهما، مستشهدة بأمثلة عن خمسة أنظمة غذائيَّة شائعة غير صحيّة.

من منَّا لا يسعى إلى خسارة كيلوغرامات كثيرة، في إثر اتباع رجيم غذائي يمتدّ على أيَّام قليلة؟ وفي هذا الإطار، تؤكِّد اختصاصيَّة التغذية سكينة القاضي أنَّ “إلغاء فئات أساسيَّة من الغذاء من نظامنا الغذائي (النشويات، غالبًا)، سيفضي إلى التقليل من عدد السعرات الحراريَّة المأخوذة خلال النهار، وبالتالي إلى خسارة الوزن غير المرغوب فيه بعد وقت قصير”. ولكنَّ القاضي تُشدِّد على أن خسارة الوزن ليست الهدف الأوحد من اتباع أي حمية، بل هو الحفاظ على ما خسره المرء من وزن بعد حين.
مؤشرات…
هذه مؤشِّرات إلى أنَّ الحمية المخسِّسة غير صحِّية، بحسب القاضي:
• تعد بخسارة كيلوغرامات كثيرة من الوزن، في وقت ضئيل.
• تُركِّز على استخدام بعض المنتجات باهظة الثمن (المنتوجات الخالية من الغلوتين، مثلًا)، كنوع من التسويق لها.
• تُشجِّع متتبعيها على إلغاء فئات من الطعام من غذائهم، كالنشويّات مثلًا، أو المأكولات التي تحتوي على الـ”لاكتوز” أو الغلوتين… من دون أسباب طبيّة مثبتة.
• تعتمد على فئة الطعام أو اثنتين منه (رجيم التمر واللبن مثلًا، أو حمية شوربة الملفوف…).
• تقوم على دراسات غير علميَّة أو هي مبتكرة من قبل غير المتخصِّصين.
مخاطر
غالبًا ما يترافق اتباع هذه الحميات، مع شكوى من بعض العوارض، كالجفاف، والإمساك، والتعب، والغثيان، والتقيؤ. ومن سلبيَّاتها أيضًا، إنقاص الفيتامينات والمعادن في الجسم.

 

1. حمية فئات الدم

تقوم حمية فئات الدم التي اكتشفها بيتر دي أدامو على مبدأ يقول إنَّ الطعام الذي نتناوله يتفاعل كيميائيًّا مع فصيلة الدم الخاصَّة بكلّ فرد.
 الأفراد الذين يحملون الفئة A من الدم، هم حسَّاسون للغاية، لذا من الواجب عليهم الابتعاد عن تناول اللحوم بحسب هذه الحمية، مع التركيز بالمُقابل على الخضراوات والفواكه والبقوليات والنشويّات (القمح الكامل) والمأكولات العضويَّة.
 على العكس من الفئة المذكورة آنفًا، فإنَّ الذين يحملون الفئة O، من الضروري أن يتناولوا البروتين من اللحوم والدواجن والأسماك، مع استهلاك الخضراوات، والتقليل من الألبان والأجبان، واعتماد بعض المُكمِّلات الغذائيّة التي تحتاج أجسامهم إليها، بحسب حمية فئات الدم.
 الأفراد الذين يحملون فئة الدم B، يستطيعون تناول أغلب أنواع اللحوم (ما عدا الدواجن)، بالإضافة إلى الألبان والأجبان، وتحديدًا قليلة الدسم منها، مع التقليل من الذرة والسمسم والعدس والبندورة والفستق.
 الأفراد الذين يحملون فئة الدم AB، تناسب أجسامهم المأكولات البحريَّة، ومشتقَّات الألبان، بالإضافة إلى التقليل من تناول الفاصولياء، والدجاج، واللحم البقري، واللحم المُدخَّن.
تقول القاضي إنَّ “حمية فئات الدم غير صحيَّة، فهي لا تقوم على أي إثبات علمي”، مضيفةً أن “خسارة الوزن من جرَّاء اتباعها يرجع إلى حذف أطعمة عدة من النظام الغذائي اليومي”.

2. حمية شوربة الملفوف

تقوم هذه الحمية على اعتماد شوربة الملفوف طبقًا رئيسًا على الوجبات خلال أسبوع، بالإضافة إلى وجبات لا تتعدَّى سعراتها الخمسمائة إلى الثمنمائة سعرة خلال النهار. بيد أن هذه الحمية غير صحيّة على الإطلاق بحسب القاضي، معلِّلة السبب بخلوِّ وجباتها من البروتينات والمعادن والفيتامينات والنشويات التي يحتاجها الجسم إليها خلال النهار، فضلًا عن جعل متتبعها يخسر الكتلة العضليَّة، والقليل من الدهون.

3. الحمية الخالية من الغلوتين

يشكو بعض الأفراد من الداء البطني، الحالة التي تمنعهم من تناول مادة الغلوتين المتوافرة في القمح ومشتقاته، والجوادار، والشعير. لكن، بتنا نشهد في الآونة الأخيره اتباع كثيرين للحمية الخالية من البروتين لغرض إنقاص الوزن، من دون سبب صحِّي موجب. لذا، تدعو القاضي إلى الابتعاد عن هذه الحمية، في غياب السبب الموجب.

4. حمية أغذية الأطفال

يقوم مبدأ هذه الحمية الغذائيَّة على التقليل من السعرات الحراريَّة المتناولة إلى ألف سعرة في اليوم، مع استهلاك أغذية شبيهة بأغذية الأطفال، أي صنوف مطحونة من الطعام، وغيرها من الصنوف قليلة السكَّر والملح والدهون، وذلك على وجبتي الفطور والغداء. أمَّا العشاء فقوامه الخضراوات، مع القليل من اللحم. لكن، تنقل تجارب متتبعي هذه الحمية صعوبات واجهوها خلال تطبيقها، ولا سيَّما في شأن الاستمرار فيها، كما أنَّ ألف سعرة يوازي القليل من الطعام المستهلك.

5. الـ”ماكروبيوتيك”

يُشجِّع نظام الـ”ماكروبيوتيك” الغذائي على تناول الأطعمة الكاملة، أي الأغذية المصنوعة من القمح الكامل، والخضراوات، والفواكه، مع الدعوة إلى التقنين في استهلاك اللحم الأحمر، والدواجن، والبيض، واستبدال الأسماك (كم ضئيل) بها، والبروتين النباتي. أضف إلى ما تقدَّم، يرفع الـ”ماكروبيوتيك” عنوان إلغاء السكَّر من النظام الغذائي، وذلك بصورة تدريجيَّة. قد يبدو الـ”ماكروبيوتيك” ظاهريًّا “رجيم” صحيًّا، لكنَّه حقيقةً أبعد من “رجيم” هادف إلى خسارة الوزن بل أسلوب حياتي يتطلَّب التنسيق الدائم مع اختصاصيّ التغذية، حتَّى يضمن متتبعه احتواء وجباتهه على كلّ العناصر الغذائيّة التي يحتاج الجسم إليها.
تخلص القاضي بنصح الراغبين في خسارة الوزن الزائد إلى الابتعاد عن اتباع الحميات المذكورة آنفًا، كي لا تؤثِّر بطريقة سلبيَّة على مستوى الأيض، مع التحلِّي بالصبر في عملية خسارة الوزن.

قد يعجبك ايضا
تعليقات
جاري التحميل...