مجلة العروض الشهرية

ما أصل المقولة: “قمحة ولا شعيرة”؟

من لم يسمع منا من قبل بهذه المقولة: “قمحة ولا شعيرة”؟ فهي مقولة رائجة بين الناس تعبر عن الفرح والغبطة في حال كان الجواب: “قمحة”، وعن التعاسة والحزن في حال كان الجواب “شعيرة”!.

وتتردد هذه المقولة بشكل كبير على السنتنا بشكل شبه يومي وفي العديد من المناسبات المختلفة من الزواج الى الخطبة إلى التقدم لشغل وظيفة ما أو إلى قضاء حاجة بعينها.

لكن هل سألت نفسك يوماً عن أصل هذه المقولة “قمحة أم شعيرة”؟
بالرغم من حاجة الناس الدائمة إلى هذين النوعين من الحبوب، الشعير والقمح، إلا أننا قمنا بربط الغبطة والسرور والفرح بالقمح لأن الانسان يحتاجه بالمقام الأول قبل الشعير، وبنفس الوقت فإن حاجته للشعير تأتي في المرتبة الثانية بعد القمح لأن الشعير ارتبط بحاجة الدواب الحيوانات إليه أكثر من حاجة الانسان اليه.

وهذا هو الأصل في اعتقاد الناس بأن البشارة والاحتفاء بالقمح أولى على الشعير الذي ارتبط دوماً بالخيبة والتعاسة والحزن في المقولة الموجودة في المقال.

لكن وعلى عكس ما هو سائد ومعروف، فإن أصل هذه المقولة يرجع إلى المصريين القدماء “عهد الفراعنة”، عندما كان يتم استخدام الأساليب البدائية في تحديد جنس المولود القادم.

إذ كانت تقوم الحامل بمعرفة جنس جنينها (ذكر أو انثى) من خلال القمح والشعير، وذلك عن طريق الحصول على جزء من بول المرأة الحامل ووضعه في وعاءين، وتقوم لاحقاً بزراعة القمح والشعير في كل وعاء منهما.

فإذا نبتت حبوب القمح أولاً فإن جنس المولود الذي سيأتي “أنثى”، أما إذا نبتت حبوب الشعير أولاً، فإن جنس المولود القادم “ذكر”! والملفت للنظر الى حد الصدمة بأنه تبين لاحقاً بأن هذه الالية في تحديد جنس المولود صحيحة ودقيقة وتقارب الكمال في استنباط معرفة جنس المولود القادم، وكل ذلك تم التأكد منه من خلال اجراء دراسات وأبحاث عملية مختصة.

وعلى العكس منا تماماً كان الفراعنة يحبون سماع إجابة “شعيرة” عند طرح ذات السؤال في هذه المقالة وهو “قمحة أم شعيرة” وكانوا يكرهون سماع الجواب الاخر “قمحة”.

قد يعجبك ايضا
تعليقات
جاري التحميل...